Tuesday


بين الموضوعية و الانحياز...

عندما تصبح الحقيقة مجموعة "حقائق" متناقضة

دخل لبنان بعد احداث
السابع من ايّار مرحلة خطيرة توالت فيها الفصول و تسارعت فيها الاحداث بشكل دراماتيكي، و بلغ فيها الصدام السياسي والعسكري ذروته وظهرت فيها جبال الجليد كاملة بعد ان كانت مستترة لا يستبان منها الا قممها.

وربّما كان احد ابرز اوجه الصراع بالتوازي مع التصعيد العسكري والخطابات المتشنجة هي الحرب الاعلامية، حيث استعمل الاعلام كواحد من ابرز الاسلحة التي جيّشت وجنّدت لها الاطراف المتصارعة كلّ امكاناتها، متجاوزة في بعض الاحيان الكثير من الخطوط الحمر والاعراف التي لطالما كانت سائدة وتعتبر من الثوابت التي لا يمكن الحياد عنها.

ولئن كان البشر و الحجر هم ضحايا النار التي تنطلق من فوّهات البنادق والمدافع، الا ان الحقيقة اصبحت ايضا ضحية بعض وسائل الاعلام التي عمدت الى تسليط الضوء على بعض الاحداث و التعتيم على اخرى. حيث ا
ن بعض وسائل الاعلام اصبحت و كأنّها تمارس الاعلام الحربي من ناحية الشحن و التوجيه. فهل استبدل اصحاب الاعلام و الفكر الحبر بالسمّ؟ والكلمة بالرصاص؟ و هل الموضوعية التي من المفترض ان تكون المبدأ الاساس الذي يجب ان تنطلق منه كل وسيلة اعلامية، اصبحت ضحية على مذبح الصراع هي الاخرى ؟

وهل اضحت الموضوعية ضحية الفئوية المتجسدة على الارض بين شرائح المواطنين، حيث اصبحت الوسائل الاعلامية ملزمة بمخاطبة وتوجيه جمهورها حصرا بنقل المعلومة والخبر بالطريقة التي ترضيه وتناسب ميوله وميول الجهة السي
اسة التي تنتمي إليها الوسيلة الاعلامية ؟

هذه الأسئلة وغيرها تبدو الآن أكثر من أي وقت مضى بحاجة لأجوبة معمقة يجيبنا عليها إعلاميين بارزين يطلون من على أهم الشاشات اللبنانية التي لها جمهورها الواسع من مختلف الإنتماءات السياسة والطائفية.

سحر الخطيب : "الموضوعية سلاحنا الاوحد "

سحر الخطيب مقدمة برنامج ال "الخامسة و العشرون" الذي تعرضه قناة المستقبل تعتبر ان "وس
ائل الاعلام لعبت دورا كبيرا بتعزيز الاحتقان. و كانت جمعيها تعمل بخلفية سياسية و لم تكن تمارس الاعلام الحقيقي بل كانت متمترسة وراء افكارها السياسية..

وترى " انّه من الضروري ان يمارس الاعلام الصمت الطوعي لما يخدم البلد و هذا يدخل ضمن اطار الر
قابة الذاتية للصحافي و الاعلامي.اما ان يكون الصمت مفروضا و بقوة السلاح فحينها يثور الانسان، لكن حين نعالج موضوع "وطن" فاننا نختار الصمت الطوعي عن تعابير تثير الحساسيات المذهبية و الطائفية. وهنا يتكرّس دور الصحافي بممارسة الرقابة الذاتية في العمل من خلال ضمير حي و حرّ".

و رغم ان الموضوعية اضحت ضحية الصراع الاعلامي الا انها ما زالت موجودة، تؤكّد الخطيب و تتحدث عن شرطها لاطلاق
برنامجها " الخامسة و العشرون" ،ان يكون موضوعيا.. و" بالفعل بقيت موضوعية الى اليوم..رغم انني بعد الاعتداء الذي تعرضنا له، اطلقت صرخة و قلت " ندمتوني على الموضوعية و فيئتو فيي الطائفية و انا ضحية متل ما غيري كتير ضحايا" . اعتبرتها صرخة بلحظة جنون و لم اكن اعي ماذا اقول..لكنني بعدها اطمانيت لانه من الضروري ان يعرف الجميع اننا اذا وقعنا في الطائفية و اللاموضوعية هذا يعني اننا ضحية"..

وتعتبر" ان الاعتداء على مجموعة المستقبل الاعلام
ية من تلفزيون و اذاعة و جريدة، لم يكن بقرار فردي". وتقول:" هناك مجموعة كاملة اعتبرتنا اعداء و ارادوا اسكات صوتنا.. وهنا تبيّن انّه لا يوجد فصل بين الاعلام الفكر و بين العدو الذي يخوض المعركة، و الكلمة بنظر المعتدي " سلاح" نرفعه بوجهه".

واذ تدعو الخطيب الاعلاميين في كل من تلفزيون المنار و الـNBN والـ O TV لان يجلسوا سويّة و يناقشوا ما حصل بكل شفافية ، تسأل " هل ننظر الى بعضنا نحنا الاعلامييون على اننا اعداء؟"

و للاعتداء على الصحافيين اسباب عديدة الا انه "في الغالب هناك وجهة نظر تنقل و لا تعجب الطرف الاخر لذلك هناك محاولة لطمس الحقيقة التي ينقلها الجانب الآخر. كما ان هناك محاولة لاسكات كل فكرة تشكّل له فكرة "عدوّة" لانه حتى الافكار صارت افكارا معادية..فالمعتد
ي ليس لديه اي تمييز بين الفكرة و حاملها او ناقل الصوت الاخر.

و الصحافي اليوم اصبح جزءا من المعركة و تابعا للمعسكر الاخر و يتم تصفيته على هذا الاساس.

و ما من مشروعية اليوم تجاه اي احد ليمارس العنف سواء ضد مؤسسة اعلامية ام فرد عادي... ففكرة العنف بحد ذاتها مرفوضة|".

امّا و انّ الجمهور كان يشعر بالاحتقان و الغضب ذلك لأنّ، تقول الخطيب،بعض الاصوات انكمّت و كان الاعلام منفذا لها، الا ان الواقع هو انّ هناك فئة اعتدي عليها بالسلاح و تمّ اسكات صوتها، وهنا الظلم الكبير. لكن ان تعود مؤسستنا لتتكلم بصوت جمهورها فقط ، فهذا الظلم الاكبر للبنان في حين من المفترض ان نمثّل جميع الفئات
و المواطنين".

والموضوعية هي التي تنتصر في نهاية المطاف . و من المؤكد ان المشاهد ليس غبيا فهو يشاهد ويسمع عدة اراء لكنه يتماهى مع الراي الاحق و الاقرب للواقع و للمواطنية. هكذا نعود المواطن ان لا يتحزّب لرأيه عند مشاهدته لعدة اراء و مواقف و نقاشات. و بالتالي فاننا ندربه على المواطنية بشكل كبير.

وعلى الاعلامي الحر ان يعي و يعرف تماما ما يخرب الوطن، اضافة الى الخطوط الحمراء التي
يمنع تجاوزها كما يجب ان لا يكون لديه تغليب لراي فتنة او تسويات مبتذلة لفريق خصم وهذا يدخل في اطار الرقابة الخاصة. الموضوعية هي التي تنتصر في نهاية المطاف . و من المؤكد ان المشاهد ليس غبيا فهو يشاهد ويسمع عدة اراء لكنه يتماهى مع الراي الاحق و الاقرب للواقع و للمواطنية. هكذا نعّود المواطن ان لا يتحزّب لرأيه عند مشاهدته لعدة اراء و مواقف و نقاشات. و بالتالي فاننا ندربه على المواطنية بشكل كبير. والموضوعية وقعت ضحية لكن ذلك لا يعني ابدا ان "نصلّي عليها" ، بل يجب ان نوقظها رغم كل الظروف و الاحداث فهي سلاحنا الاوحد".

عبد الله شمس الدين: " لم نكن حياديين بالخلفية السياسية"

من جهته يتحدث رئيس التحرير في تلفزيون المنار عبد الله شمس الدين عن عدم حيادية "المنار" بتغطية الاحداث الاخيرة و يقول: " كنّا نحاول قدر المستطاع ان ننقل الاخبار بمصداقية، ولكننا لم نكن حياديين بالخلفية السياسية. وهذه الخلفية هي التي تستخدم الحدث لغاية سياسية حيث تلعب هذه الغاية دورا في تسليط الضوء على حدث معين والتعتيم على آخر، والهدف ايصال رسالة معيّنة الى الجمهور.

وعلينا ان نأخذ بعين الاعتبار، و خاصة في الاحداث الاخيرة التي حصلت في لبنان، ان المؤس
سات الاعلامية كانت تعمل بخلفية سياسية و كل وسائل الاعلام التي قامت بتغطية احداث بيروت كانت تعمل بخلفية سياسية و خدمة لهذه الخلفية، و لم تكن حيادية و لا حتى موضوعية".

ويعتبر شمس الدين ان " هناك مشكلة بتعريف الموضوعية و حتى بكلية الاعلام و بين الاساتذة هناك خلاف حول تعريف الموضوعية و كيفية تطبيقها. امّا بالنسبة للمؤسسات، انا كمراقب، ارى انه لا يوجد اي مؤسسة اعلامية في لبنان استطاعت ان تقف لحقيقة الذي حصل في بيروت. كل مؤسسة كانت ترى الاحداث من زاوية معينة و من الخلفي
ة السياسية التي تصوّب رؤية هذه المؤسسة.. وبالتالي فانّ الحقيقة ايضا كانت تائهة بين هذه المؤسسات".

وعن فئوية الاعلام في عقل المشاهد، يشيرالى ان" المشاهد هو الذي يحدد اين تكون الحقيقة.و طبعا لا يوجد حقيقة واحدة بل انّها موزعة بين المؤسسات الاعلامية والمواطن يجمع اجزائها ليصل الى الحقيقة الواحدة".

و فيما يتعلّق بنقل او تسليط الضوء على خبر او حدث معيّن و اخفاء آخر، يؤكّد شمس الدين ان في ذلك رسالة سياسية. ولكن ببعض الاحيان يصدر كلام من جهات معيّنة او يتم سرد وقائع تتضمن اخطاء و مغالطات، ونحن نملك الوقائع الحقيقية وبالتالي نعتبر انّه من الخطأ عدم عرضها. فمثلا نحنا تعمدنا عرض مجزرة حلبا في الوقت الذي لم تعرضها بعض التلفزيونات الاخرى..

و اشير هنا انه قبل عرض المجزرة
كان هناك مؤتمر صحفي للنائب سعد الحريري و تضمن معطيات و مغالطات كثيرة، فكان ردّنا ان عرضنا الوقائع الحقيقية.

امّا فيما يخص حدث الاعتداء
على تلفزيون المستقبل يقول شمس الدين:" نحن تعاملنا معه بشكل امني واصدرنا بيان استنكار بغض النظرعن من اوقف البث. ومن الطبيعي ان تقف و نتضامن معهم. لكن هنا اودّ ان اسأل ،خلال حرب تموز تدمّر مبنى المناربأكمله والذي قام بفعل الاعتداء هو العدوان الاسرائيلي، لماذا لم يصدراي بيان استنكار ولم نشهد على اي اعتصام او تضامن ؟ وهنا التفاوت بالتعاطي مع الموضوع. اذ ان" المنار" سارعت الى اصدار بيان استنكاربسبب ما تعرضت له محطة المستقبل، وفيما وفيما خصّ المبنى الذي احترق ، تبين انّه لم يكن مقر تلفزيون بل مقر حزبي و احترق خلال المعارك و نقلنا الخبر بهذه الطريقة واشرنا الى انّ هناك جهات حزبية انكرت احراق المبنى".

ويختم شمس الدين بعتب يوجهه الى السياسيين اذ لم يترك للجسم الاعلامي مساحة لتسليط الضوء على موضوع المواطنية و على علاقة اللبناني بوطنه. و المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق السياسيين. فليسمحوا للاعلامي ان يرتاح من السياسة، ليسلّط الضوء على المشاكل و القضايا الاخرى".

سعيد غريّب : "لا تقل كل ما تعرفه.. اعرف ماذا تقول"

أمّاالاعلامي في تلفزيون الـNBN سعيد غريّب فعرّف الاعلامي بانّه "هو من يصنع الحدث و يصنع الفكرة، ويقولون ان الاعلام مرآة تعكس الوضع السياسي الا انّه ليس بالضرورة ان اكون مثل السياسيين، فالتوافق و الانسجام الاعلامي داخل المؤسسة الاعلامية هو ما يساهم باعمار البلد".

و انا خرجت بشعارناتج عن خبرتي المتواضعة في مجال الاعلام و هو " لا تقل كل ما تعرفه.. اعرف ماذا تريد ان تقول". فالاعلامي ممنوع عليه ان يعطي رايه و يفرضه على الناس.. رايه الخاص يحتفظ به لنفسه. انا كاعلامي انقل الخبر و الحدث للمشاهد واترك له حرية تشكيل رأيه وموقفه.فممنوع على الاعلامي ان يوجه الناس الى المكان الذي يريده.".

وفيما تعمد بعض المؤسسات الى اخفاء بعض الاحداث والتعتيم عليها، يرى غريّب ان" اخفاء بعض الاحداث او
الاخبار يعتبر فلتانا، مذهبية و انتقائية". ويعزو ذلك الى ان "المؤسسات الاعلامية في لبنان بنيت على اساس المحاصصة. وانا كاعلامي اذا كنت اسيّر لهذه المحاصصة ، فانني بالتالي العب دورا بالشحن و الفرز الطائفي و اخفاء الحقيقة.

وفي الاحداث الاخيرة كان كل طرف يعتبر انّه المتضرر. و كانت المحطات التلفزيونية تعمل على ايصال صوت جمهورها فقط. فيما لو كان لدينا تلفزيون واحد ،كما كان سابقا في الثمانينات، ربما لم يكن لنشهد مثل الحقن و الشحن الاعلامي الذي شهدناه في الاحداث الاخيرة. طبعا انا لا ادعو الى اقفال المؤسسات الاعلامية بل ادعو الى تغيير مفهوم العمل الاعلامي لان وسائل الاعلام كادت ان تؤدي بنا الى حرب اهلية .والاعلامييون مسؤولون عن جزء من الذي حدث.لكن ما مصير الاعلاميين اذا تفردوا و عملوا بعيدا عن سياسة المؤسسة، فهنا المغامرة وهنا التحدي. اذ ليس من الضروري ان لا يتجاوبوا مع توجهات و خط المحطة،ولكن من اسلوب ايصال الكلمة و الفكرة و نقل الحدث هو الاساس".

ويضيف غريّب:" اذا تركنا الاعلام في الحرو ب و الازمات" يفلت" ،عندها يصبح دوره سلبيا، خصوصا اذا كانت المؤسسات الاعلامية لا تملك تراثا اعلاميا، و نحن مع الاسف نفتق
د الى مرجعيات تفتقد للتراث الاعلامي.

فالمطلوب اعادة النظر بقانون المرئي والمسموع، لانه لا يمكن للوضع الاعلامي ان يستمر بهذا الشكل. مطلوب ايضا الرقابة الذاتية و التي هي قمة الحكمة اذ ناتجة عن عاملين : اما بسبب الخوف او بسبب الحكمة. و دور الاعلام اليوم هو الحكمة و التهدئة و"مش ضروري نعمل مشاكل تنكون اعلاميين ناجحين". فالاعلامي الناجح هو الاعلامي الذي يبني و ليس الذي يهدم، فهل لدينا القدرة على ان نبني؟ "

وليد عبّود : "تحوّل الاعلام الى وقود لهذه المعركة"

في حرب تموز كان هناك قضية واحدة اما في الاحداث الاخيرة فكان هناك قضيتين، قضية للمولاة و اخرى للمعارضة و كل طرف يرى الحقيقة من جهته، و بالتالي تحوّل الاعلام بمعظمه الى وقود لهذه المعركة التي حصلت. هذا ما يقوله الاعلامي في تلفزيون الـ LBC و رئيس قسم التحقيقات في جريدة النهار وليد عبّود، و الذي يعتبر ان" الحقيقة كانت ضحية الصراع الاعلامي الحاصل. ولدينا مؤسسات اعلامية نعلم انها تابعة لجهات حزبية كما يوجد نوع من انواع الميل السياسي في مؤسسات اخرى.وفي هاتين الحالتين، ان كانت الوسيلة الاعلامية تابعة لجهة حزبية او ان كان يوجد ميل سياسي، فالحقيقة كانت الضحية.و بمعظم الاحيان حصل تلاعب بمفهوم الموضوعية الى ان وصلنا الى انّه تحت ستار الموضوعية نصل الى نتيجة غير موضوعية و بالتالي نودّي المشاهدين و القرّاء الى حيث نريد نحن و ليس الى حيث يجب ان يصلوا.

بالمقابل هناك مؤسسات استطاعت ان تحافظ على نوع من الحياد و الموضوعية في مواجه
ة الاحداث الاخيرة التي شهدتها البلاد".

ويشيرعبّود الى معاريين اساسيين يحددان اهمية الخبر. الاوّل مدى اثارته للجمهور الذي تتوجّه اليهم المؤسسة الاعلامية. والثاني مدى خدمته للاهداف السياسية للمؤسسة.

وبقدر ما تكون المؤسسة الاعلامية متحررة من الاعتبارات الحزبية ومن الاعتبارات المالية و المصلحية فحينها تقدّم اهتمام الناس على اي اعتبار آخر..

والا فانّها تفرّق في الاهداف الاخرى و هي الاهداف السياسية التي نشأت من اجلها و التي
تموّل من اجلها".

وكما في جميع الصراعات فان الاعلام و الصحافييون يدفعون الثمن دوما، والاعتداء على مجموعة المستقبل الاعلامية جعل منه قضية حرية.
فيقول عبّود :|" تعاملنا مع خبر الاعتداءعلى تلفزيون و جريدة المستقبل كقضية حرية. و نحن في ال بي سي و النهار تعاملنا معه كموضوع اعتداء و منع البعض من التعبير عن رايهم السياسي. هذا ممنوع، ورغم ان اللبنانيين باتوا يختلفون على كل الامور ولكن ممنوع ان يختلفوا على حق الاخر بالاختلاف. وهذا الاخر من حقه ان يعبّر عن هذا الاختلاف و الا فاننا نمارس الهروب و بالتالي نتجاوز قضية الحرية و الديمقراطية لنغرق بالديكتاتورية و انظمة الصوت الواحد و الاستبداد".

من جهة اخرى، يتأسّف عبود الى عدم وجود شرعة اخلاقية لتغطية الاحداث مثل مجزرة حلبا و غيرها من ضحايا الاشتباكات ويضيف: " للاسف في اوقات الاغتيالات كنا نرى كيف ان وسائل الاعلام كانت تنتهك حرمة الموت و بالتالي تصوّر احيانا اشلاء الضحية. هذا لا يجوز من الناحية الاخلاقية. وبالتالي المطلوب ان يكون هناك شرعة اخلاقية للاعلام و ما ينطبق على هذه الشرعة و عدم تطبيقها في لبنان ينطبق ايضا على عدم وجود شرعة وطنية لمنع استفحال الفرز المذهبي و الطائفي و الفرز السياسي و اثارة النعرات السياسية" .

ويتوجّه الى النقابات المعنية و هيئات المجتمع المدني "ان تتحرك اكثر على هذا الصعيد كي يصبح هناك تركيز على دور الاعلام في بناء ثقافة السلام على الصعيد الوطني وحتى على الصعيد العالمي. لانه ليس من المطلوب ان تكون وسائل الاعلام متاريس لخدمة اهداف حزبية و سياسية و طائفية و فئوية مذهبية تغرّق البلد اكثر فاكثر في حروب و صراعات لا تنتهي

بتول خليل
تمّوز 2008