Monday

المدرسة اليوم ... علمٌ وتوجيه وبناء شخصية

من المدرسة تحت السنديانة الى المدرسة ذات المبنى الحديث والمجهز طريق حافل بالتغيرات والتطورات على مختلف الاصعدة . فالسياسات التربوية الحديثة والمناهج الاكاديمية المعاصرة باتت سمة التعليم اليوم بعد ان كانت سياسة التلقين والحشو السائدة سابقاً.

أصبحت الاتجاهات التربوية الحديثة تركز على التعلم عن طريق المشاركة والاكتشاف وضرورة تربية الجيل الناشىء ورسم السياسات التعليمية وفق متطلبات الواقع الحالي في ظل بيئة تكنولوجيا المعلومات والتعلم وانتشارالعوامل الثقافية والاجتماعية والاكاديمية الحديثة .

الكتاب المدرسي
كان الكتاب المدرسي و لا يزال موضوع اهتمام الباحثين التربويين من جهة ،والمنظريين السياسيين العالميين من جهة اخرى ، لكونه يحمل بين دفتيه مفردات المنهج التعليمي المعتمد من معارف ومهارات وقيم وباعتباره المنهل الرئيسي للمعرفة التي يقيم على اساسها التعلم . وقد اثار اهتمام مختلف الفعاليات التربوية والعلمية والسياسية وجرى اخراجه بصورة تثير الاعجاب وتحقق الجذب وهذا ما نراه من تنافس شديد بين دور النشر من اجل تسويقه وتوسيع انتشاره .

لكن هذا الكتاب الذي كان في السابق مجرد جامع للمعلومات والنظريات العلمية والفلسفية والرياضية البحتة ، خضع اليوم للتطوير على قاعدة تحسين صورته شكلا ومضمونا حيث اصبح يحتوي على الكثير من القيم الاخلاقية و التربوية و الوطنية ككتاب التربية المدنية وكتب القراءة .

اما كتب المواد العلمية والرياضيات فاصبحت تعتمد على التحليل والملاحظة بلاضافة الى التمارين التي تتطلب العمل الجماعي او الانشطة الخارجة عن نطاق الكتاب كأن يتضمن تمرينا يتطلب من الطالب اجراء بحث او دراسة مصغرة عن احد العلماء واختراعاته وابتكاراته وذلك عبر استخدام الموسوعات العلمية او الانترنت .

ويساهم هكذا نوع من من الانشطة بتوسيع مدارك التلميذ العقلية والفكرية وتنمية قدرة التحليل و الاستنتاج بالاضافة الى زيادة ثقافته في مختلف المواد .

دور المعلم
بعد ان طبعت في ذهن التلميذ صورة المدرسة على انها فرض واجب واجباري عليه ان يرزخ تحت حملها الى حين من الزمن برزت اهمية جعل المواد التعليمية مواد اكتشاف وتجربة تثير فضول التلميذ وبالتالي حماسه الى العمل والمشاركة وهنا ياتي ايضا دور المعلم في كيفية تدريس هذه المواد التي تتطلب شخصية مرنة و حوارية و مثقفة من اجل الوصول الى الهدف الاساسي وراء تطوير هذه المواد .

فالمعلم اليوم يختلف كثيرا عن المعلم في السابق الذي كان يعتبر ان مهمته تتوقف عند حد شرح الدرس و تصحيح الامتحانات واجبار التلميذ على حفظ الدروس وحل التمارين، أما معلم اليوم فهو يعلم جيدا انه كمربي واستاذ يستطيع ان ياتي بالتلاميذ الى المدرسة لكن لا يستطيع ان يجبرهم على التعلم لذا فقد اصبحت مهمة المعلم ان يخلق المناخ الملائم الذي يستثير اهتمامات التلاميذ، فيدفعهم الى التعلم برغبة وعفوية وحماس . فالمعلم اليوم يعمل على اكتساب احترام التلاميذ ومحبتهم وذلك عبر مهاراته الخاصة في المشاركة وتحويل الدرس الى جلسة حوار ومناقشة بعيدا عن اسلوب التلقين بالاضافة الى التنويع في اساليب التدريس واشراك التلاميذ في استنباط مفاهيم الدرس لان الرتابة تبعث الملل.

دور المبنى وتجهيزاته
من جهة ثانية ، تلعب تجهيزات المدرسة دورا مهما في تعزيز دافعية التلميذ نحو المدرسة ، لذلك فان معظم المدارس اليوم اصبحت توفر غرف نشاطات وقاعات رياضية ومكتبة ومختبرات علمية ... تتضمن وسائل مناسبة لمختلف الاعمار . كما توفر الانارة واماكن الجلوس و التجهيزات المناسبة التي تساهم في راحة التلميذ النفسية بالاضافة الى اللوحات والرسومات لصفوف رياض الاطفال والابتدائي.

و كانت المناهج الدراسية تعتمد فقط على الكتاب المدرسي ومحتواياته لكنها اليوم لم تعد تكتف بذلك اذ اصبح للمختبرات العلمية ومختبرات الكموبيوتر و التكنولوجيا الدور الاكبر في عملية التعليم لان التلميذ لم يعد يكتف بالنظريات و القواعد بل اصبحت التجربة الوسيلة الاساسية وراء فهم الدرس .

وسائل الاتصال التعليمية
تؤكد الحقائق العلمية والتربوية ان الاطفال يتعلمون و ينمون ثقافيا من خلال اتصالهم واحتكاكهم بعوامل ثقافية وطبيعية واجتماعية في البيئة التي يعيشون فيها وان اكتسابهم للمعلومات يتم عن طريق الحواس الخمس .

والتقدم العلمي والتكنولوجي الذي تحقق خلال النصف الثاني من القرن العشرين اضاف وسائل اتصال حديثة كان لها الدور الكبير في نقل المعرفة والمعلومات ونشرها على اوسع نطاق من خلال اوعية المعلومات الغير تقليدية التي تعتمد على حاستي السمع والبصر كالافلام الثابتة والمتحركة والسجلات الصوتية وواشرطة جهاز العرض.

واستخدمت هذه الوسائل كوسائل اتصال تعليمية في العديد من المدارس والمؤسسات التربوية لتحقيق الاهداف المنشودة .

المكتبة المدرسية
لقد مضى الوقت الذي كانت المكتبة تعتبر فيه مخزنا للكتب او التي تعتمد فقط على الشكل والزخرف دون الجوهر وهي المكتبات التي لاتتوفر فيها الوسائل التقنية الحديثة والتي تحتوي على مطبوعات تقليدية من كتب ونشرات وصحف ومجلات تقدم خدماتها بشكل تقليدي.

ولم تعد المكتبة المدرسية في الوقت الحاضر مجرد نشاط خارج المواد الدراسية المقررة وانما اصبحت مركزا للتعلم يستطيع الطالب من خلاله استخدام مصادرها المختلفة للحصول على المعلومات بهدف البحث والاستشارة او القراءة الترويجية كما اصبح الهدف منها تدعيم واثراء المناهج الدراسية ومواكبة الفكر التربوي الحديث الذي يؤكد على ضرورة توفير الفرص الكافية للطلاب لتحقيق النمو الكامل على اسس فردية وفق قدراتهم وميولهم واستعداداتهم وقد ادى ذلك الى ضرورة توفير كافة اشكال المواد التعليمية واجهزتها المتمثلة في اوعية الذاكرة الخارجية ووالات تشغيلها وتخطيط برامج موسعة وشاملة لخدمات المكتبة المدرسية باعتبارها محورا للعملية التعليمية والتربوية والثقافية المتصلة بها.

اساليب التحفيز
ولكي تحقق العملية التربوية اهدافها لا بد من اللجوء الى اسلوب التحفيز . و تحفيز التلميذ على حب المدرسة يبدأ منذ نعومة اظافره وفي مرحلة رياض الاطفال، الا انه من المهم متابعة ذلك في المراحل الاخرى.وتتعدد اساليب التحفيز وفقا للمرحلة العمرية للتلميذ . فتتنوع الاساليب بين التحفيز المعنوي و المنح المدرسية وبطاقات التقدير والتفوق . كما تقوم المدرسة بتنظيم حفلات للطلاب المتفوقين و احتفالات التخرج لصفوف الشهادة الثانوية ، وهذا ما كانت تفتقره المدرسة في السابق .

النشاطات اللاصفية
اعتمدت طرق التعليم قديمًا على مجرد حشو المعلومات في أذهان التلاميذ والطلاب ، وتعليمهم القراءة والكتابة فحسب ، دون النظر إلى مراعاة بناء القدرات التي تؤهلهم للحياة في المستقبل .
ونظرًا لتطور مفهوم التربية والتعليم حديثًا ، فقد أُدخلت تعديلات على نظم التربية والتعليم ، فظهرت في المدرسة الحديثة النشاطات اللاصفية .

وتهدف هذه النشاطات الى اكتشاف المواهب والقدرات والاستعدادات المختلفة لدى التلاميذ والطلاب ، وصقلها ، وتطويرها ، وتوجيهها الوجهة السليمة المفيدة اضافة الى تنمية الروح الجماعية عند التلاميذ والطلاب ؛ بإشراكهم في عمل جماعي ، يسهمون فيه مجتمعين في وقت واحد . فتنظيم الرحلات الى الاماكن الطبيعية تحمل هدفا غير الترفيه الا وهو ربط الطالب باحتياجات البيئة ، وتوسيع معرفته بها .

وتتمثل النشاطات اللاصفية الاخرى على سبيل المثال بالانشطة الفنية حيث تتكون جماعة من الطلاب الموهوبين ، ذوي الحس الفني ، الذين يصلحون لمتابعة العمل في مثل هذه الجماعة .ويتعلم هؤلاء الطلاب : أسماء الألوان ، وادوائها ، وكيفية تركيبها ، وأنواع الألوان المستخدمة. وفي مجال الأشغال اليدوية ، يتعلم الطلاب الخامات المستخدمة في التشكيلات المختلفة ، كالفلين ، والقطن ، والخشب ، والمعادن ، والأدوات المستخدمة في كل خامة ..

بتول خليل- البلد 17 ايلول2007



1 comment:

Professor in Mass of Communication said...

Dear Batoul
You did a good job , but I wish you to ameliorate some small things
You didn't send the steps as comment in my blog . you must add in your blog 3 links from your colleagues and please mention the sources of your information,
Good luck

Yours Dr. Hammoud