Wednesday

"لهذه الاسباب ترك " ال بي سي

"سلطان سليمان:" مش قابض حدا بكل هالبلد


الصحافة مرض و ليست مهنة بالنسبة الى المراسل الصحفي سلطان سليمان، الذي انتقل من العمل في الصحافة المكتوبة و التلفزيونية و اشتهر بتغطية الحروب الى العمل مع قوات حفظ السلام. يتحدث عن مسيرته المهنية بلهجة توحي بالثقة و الطمأنينة و الهدوء، ويؤكد ان "الحقيقة" كانت دائما هاجسه الاول

كيف كانت بداية عملك في الصحافة ؟

بدات عملي الصحفي مراسلا لجريدة النداء التابعة للحزب الشيوعي ، غطيّت مؤتمرات عالمية في اوروبا. وبقيت اعمل في الجريدة لمدة 3 سنوات الى ان انتقلت للعمل في تلفزيون المستقبل في العام 1992 كمسؤول عن الاخبار العربية والدولية. وبعد 10 اشهر استلمت ادارة اخبار اذاعة صوت الشعب. وفي عام 1995 عملت مراسلا لوكالة رويترز في لبنان وسوريا. ثم انتقلت في العام 2002 للعمل في المكتب الاخباري لقناة الجزيرة في قطر. ثم عدت الى لبنان و عيّنت مسؤولا عن المراسلين في الحياة- ال بي سي. بعدها عملت مسؤولا عن الشؤون المدنية في قوّات الطوارىء المدنية بعد ان تركت العمل في المؤسسة اللبنانية للارسال في شباط الماضي.

يعرّف عنك البعض بانك " طير يغرّد خارج السرب"، هل لهذا علاقة مباشرة بنجوميتك ؟

لقد اطلق عليّ هذا اللقب خلال تغطيتي حرب تموز 2006 ، وانا لا انفي كوني خارج سياسة المؤسسة التي اعمل فيها، لكنني في عملي اضع آرائي جانبا و اعطي الاولوية للحقيقة.
و طبعا ايصال الحقيقة لا يمنع بان يكون الانسان ملتزما بقضية، و اذا كانت هذه القضية تحرّضك على ان لا تقول الحقيقة، فهي اذا قضية غير عادلة ويجب التخلي عنها. فيما اذا كانت عادلة فمن واجبي كصحافي ان اخبر الحقيقة.. هذه معادلة بسيطة.

ولكن لكل مؤسسة اعلامية توجهها وسياستها…

(مقاطعا) عملت في المؤسسة اللبنانية للارسال ضمن شروط وضعتها مسبقا تتلائم مع مبادئي كصحافي يريد ايصال الحقيقية. كذلك الامر بالنسبةالى قناة الجزيرة حيث كان شرطي الاساسي ان لا اجري اية مقابلة صحفية مع اي اسرائيلي. وفي كل من هذه المؤسسات كانت الحقيقة هاجسي، اضافة الى موقفي من العدو الاسرائيلي، اذ انني كمواطن اعتبر ان ارضي محتلة وعليه فانه لا يكمنني الا ان اعتبر اسرائيل عدوا. و عندما كنت في "الجزيرة" مسؤولاً عن نشرة إخبارية، رفضت بث مقابلة مع الرئيس الإسرائيلي كتساف لأني ضد إسرائيل. وإذا كان بوسعي ألا أعطي رئيسها منبراً إعلامياً يطلّ منه، في وقت تمنع فيه دولته كل المسؤولين الفلسطينيين من الظهور الإعلامي، فلماذا أعطيه هذا الامتياز؟

هل تركت العمل في هذه المؤسسات بقرار شخصي؟

قدّمت استقالتي لمدير "الجزيرة" محمد علي الجسمي وقررت العودة الى بيروت، وكذلك الامر في المؤسسة اللبنانية للارسال.

كيف تقيّم تجربتك في الـمؤسسة اللبنانية للارسال خلال حرب تموز ؟

كانت تجربة مهمة، ولكن في الحقيقة انا لا اغيّر جلدي، انا انتمي الى هذا البلد وكل المواطنين في هذا البلد هم اهلي.. وخلال الحرب حصل نقاش حاد بيني وبين احد المسؤولين في" القوات اللبنانية". اتهمني انني بالغت في وقوفي وتضامني مع المقاومة. وكان جوابي انني اعتبر ان من واجبي كصحافي ان اكون الى جانب الحقيقية، ثم انه من واجبي كانسان ان اكون الى جانب الضعيف. بمعزل عن من قام بالخطوة الاولى و من اطلق الرصاصة الاولى.. هناك واقع لا يمكننا التهرّب منه وهو ان الذين سقطوا شهداء من نساء واطفال وشيوخ هم اهلنا، و الآلة العسكرية التي قتلتهم هي آلة اسرائلية امركية. فكيف يمكن ان اساوي بين الضحية والجلاد ؟!

ما هو السبب المباشر لتركك ال بي سي ؟

في ايلول 2007 اسست مكتبا للLBC في ايران، وعند عوتي الى المؤسسة في لبنان تفاجأت بالتعديلات الحاصلة حيث سحبت منّي بطاقة المسؤول عن المراسلين وطلب منّي الانتظار الى حين حصول حدث كبير كي اغطّيه كمراسل للمؤسسة. والى حين حصول هكذا حدث طلب مني بيار الضاهر ان اقوم بتغطية الاحداث السياسية اليومية. رفضت لسببين ، الاول هو اختلافي مع سياسية المؤسسة، اذ انني ارفض ان يقوموا بتعديل تقاريري الاخبارية بما يتناسب مع سياسية المؤسسة. ثم انني لا اهتم للتصريحات والمواقف والردود الصادرة عن الرؤساء و الوزراء والمسؤولين و انا " منّي قابض حدا بكل هالبلد"، هذا ليس عملا صحافيا بل يسمّى" لتلتة". وقدمت استقالتي بعد ان حصلت على عرض عمل مع "اليونيفل" في الجنوب.

اثرت بلبلة خلال تغطيتك احداث مارمخايل، هل كان هذا ايضا دافعا لتقديم استقالتك ؟

كان همّي الوحيد حينها ان انقل الحقيقة كما هي، وكنت انقل كل ما يحصل على الارض، والذي اثار حفظية المؤسسة هو ما نقلته عن ان هناك اطلاق رصاص كان متوجها من منطقة عين الرمانة باتجاه منطقة الشياح، هم لا يريدونني ان اقول المصدر الحقيقي للرصاص، حينها اتصلوا بي من مكتب القوات اللبنانية مستنكرين ما قلته هلى الهواء.. اذا اعتبروا انني اتهمهم باطلاق الرصاص على منطقة الشياح. والحقيقة انني كنت انقل ما ارى واسمع من على الارض امامي. و ربما كانت هذه الحادثة هي " القشّة التي قسمت ظهر البعير" وتركت المؤسسة نهائيا.

ما هي طبيعة عملك مع قوات الطوارىء الدولية ؟
"انا المسؤول في الشؤون المدنية في القطاع الشرقي في" اليونيفل


كيف تصف الانتقال من تغطية الحروب الى العمل مع قوات حفظ السلام ؟
خلال عملي في تغطية الحروب كنت من جماعة السلام، السلام العادل و الشامل و ليس السلام القائم على الظلم و لا
يزال هذا موقعي الى اليوم..

هل ستعود الى ال" ال بي سي " يوما ما ؟
" ايه بشروطي برجع ".. انا اعشق العمل في الصحافة، و في اعتقادي ان الصحافة هي مرض و ليست مهنة وهذا المرض لا يمكن الشفاء منه وانا سعيدا جدا لانني خلال مسيرتي المهنية كنت من المؤرخين لاهم حدثين في العالم العربي، احدهما سقوط بغداد و الاخر هو صمود جنوب لبنان في حرب تموز..حيث قمت بتغطية هاتين الحربين و كنت حينها العلامة الفارقة من بين كل من قام بالعمل نفسه

بتول خليل

تموز 2008

No comments: